عدد القراءات 1405 2015-11-14 بقلم : د. ريم منصور الأطرش "إزّاي الحال يا بيه؟!" (2)
في السابع من كانون الثاني من هذا العام، كنتُ قد كتبتُ مقالة ونشرتُها بهذا العنوان، والجملة تعني: "ألم أقل لك؟! لمَ لم تستمع إلى تحذيري لك؟!"، وذلك بمناسبة ما حدث من هجوم إرهابي على المؤسسة الإعلامية الفرنسية، "شارلي إيبدو"!
اليوم، ليلاً، وبعد ما حدث من هجمات إرهابية، أكثر فظاعةً، وسط باريس، أعيد استخدام هذا العنوان، لأضع رقم 2 إلى جانبه!
يقول أحد الرهائن الفارّين من مسرح باتاكلان، إن أحد الإرهابيين ينتقم من فرنسا بسبب مقتل "الذبّاح" الإرهابي الداعشيّ جون، في سوريا، في الرقّة! لقد تبنّت الهجمات، "داعش" المتوحّشة التي تقوم بالقتل وحرق الناس أحياء وبدهسهم بالدبابات، كما تقوم بالسبي وتهجير الآمنين ومحو التاريخ الثقافي لسورية والعراق، دون أن نسمع كلمة استنكار واحدة من السياسيين الفرنسيين!
بل إنّ السيد لوران فابيوس، وزير خارجية فرنسا قال، بكلّ صفاقة، إن ما يقوم به الإسلامويون في سوريا هو أمر جيد! والأنكى من ذلك، هو أنّ الإدارة الفرنسية ومن ورائها الإدارة الأوروبية والغربية بشكل عام، لم تعلن استنكارها مطلقاً، طوال خمس سنوات، لعمليات الإرهاب التي قام بها الإرهابيون في سوريا، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين؛ وهذه الإدارة ذاتها والتي تسمع "دبّة النملة" في بلادها، غضّت الطرف عمداً عن جحافل الشبان والشابات المسافرين من أوروبا إلى تركيا للالتحاق بالإرهاب في سوريا والعراق، وهم اليوم يعودون إلى الغرب، وهذه هي النتيجة! هذه الإدارة ذاتها تقول اليوم إنها تعاني من مذبحة في باريس، راح ضحيتها أكثر من 100 من الأبرياء المدنيين!
اليوم، أعود لأتوجه إلى الشعب الفرنسي طالبةً منه "إسقاط نظامه" المهترئ والغبي على ما اقترفه من إجرام بحق الشعب السوري والعراقي وكل شعوب المنطقة، ثم على ما اقترفه بحق شعبه، فهو المسؤول الأول عما جرى من مذابح في بلادنا وفي بلده، اليوم...
لقد حان وقت الحساب، فالإرهاب، الذي ندينه بشدة أينما حلّ، والذي دعمه هذا النظام ارتدّ على شعبه، وها هي البداية فقط، فهو لا يعترف بحدود ولا بدين ولا بجنسية...
في النهاية أقول: أرجو ألا أضطرّ لكتابة مثل هذا المقال مرّة ثالثة، في ما يخص فرنسا، لأضع إلى جانب العنوان نفسه الرقم 3!
اقرأ أيضاً
|