عدد القراءات 2362 2004-04-17 بقلم : د.ريم منصور الأطرش جدي الحبيب، زمانك كان مختلفاً. اجتمعت الإرادة التي تؤمن بالأمة العربية وبالوطن الحر، وكان شعار ثوار العام 1925 ضد الانتداب الفرنسي "الدين للّه والوطن للجميع". صحيح أن هذا كان نهجك منذ العام 1916 في الثورة العربية الكبرى، إلاّ أن الوعي الذي تحلّت به قيادة ثورة 1925 وثوارها كان استثنائياً. أنا أعرف تمام المعرفة بأنه لم يتسنَ لك العلم كما أتيح لأجيال اليوم، إلاّ أن فطرتكم جميعاً كانت البوصلة الصحيحة التي تقود إلى المواقف الوطنية الصحيحة. اليوم يا جدي، ونحن في ذكرى استقلال سورية الثامنة والخمسين، أرى سورية بجناحيها النازفين، فلسطين والعراق، قد بدت حزينة ، شاحبة. لقد قررت العُرب التخلّي عن صنوَي سورية، ولسان حالها يقول"فاذهب أنت وربّك فقاتلا، إنّا ها هنا قاعدون"!!! بغداد سقطت منذ عام وفي كل يوم يسقط عشرات العراقيين والفلسطينيين، يقتلهم طاغية واحد بوجهين، أحدهما أشنع من الآخر في الأصولية والتعصب والإجرام والظلم والقتل والتدمير ومصّ الدماء الطاهرة. الفلوجة دامية ولا من مغيث؛ تُرك العراق وحيداً وتُركت فلسطين قبله وحيدةً، و"العربان" يتسابقون لنيل رضى سيد البيت الأبيض،"سوّد الله وجهه ووجوههم"، ليكونوا حلفاء استراتيجيين له. والطّامة الكبرى هي اقتناع معظم الناس، من المحيط إلى الخليج، بأننا لن نستطيع الوقوف في وجه دولة عظمى، فليس هناك توازن في القوى. قل لي، بالله عليك، كيف قاومتم فرنسا، وكانت في العشرينات من القرن الماضي دولة عظمى وكيف أسقطتم طائراتها ببنادقكم البسيطة؟! هذا ما يفعله شعب العراق وشعب فلسطين رغم كل الأسلحة الفتاكة التي قيل إنها تصهر الحديد الصلب وتبخّره بمن عليه وتفحّم الشهداء. إلا أنني اليوم أخجل من نفسي ومن عروبتي حين أجدنا مستمرّين في حياتنا اليومية و"العربان" من حولنا على ما هم عليه من التخاذل والمهانة والاستسلام لقَدَر بوش وشارون!!! فهل زمانكم كان أفضل من زماننا؟ أم أن الأمر كما عبّر عنه الإمام الشافعي، رضي الله عنه، حين قال: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
|
اقرأ أيضاً
ط¸ظ¹ط¸â€¦ط¸ئ’ط¸â€ ط¸ئ’ ط·آ§ط¸â€ط·آ¥ط¸â€ ط·ع¾ط¸â€ڑط·آ§ط¸â€ ط·آ¥ط¸â€ط¸â€° ط·آ§ط¸â€ط·آµط¸ظ¾ط·آط·آ§ط·ع¾ : |