مقامة السنة الثامنة من الألفية الثالثة

عدد القراءات 2376
2008-01-21

بقلم : د. ريم منصور الأطرش

مقامة السنة الثامنة من الألفية الثالثة!

حدثنا عيسى بن هشام، قال:
تفاءلوا يا أهل العربية، بالسنة الثامنة لهذه الألفية. إذ إن السلام والوئام سيحلان بعد طول انتظار، على الأمة العربية. وبما أن المثل العربي يقول: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، أرانا تفاءلنا عند مرأى كل الوجوه، علّ الخير الموعودين به يأتي على قدوم الواردين إليه.
إلا أن هذه السنة من الألفية ابتدأت بالآلة الإسرائيلية الصهيونية وهي تشنّ أفظع الغارات الهمجية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. وتُعمِل التقتيل الوحشي في أبناء جِلدتنا المحاصرين، المجوَّعين، المشرّدين على مرأى ومسمع العالمين، وما من مغيث من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولا من الأمة العربية.
هذا جنوباً. أما غرباً، فلبنان مشلول، معطَّل من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومنقسم على ذاته بين موالاة مسنودة من الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها الغربية وبعض الدول العربية؛ وبين معارضة يساندها المستضعفون في الأرض والمقاومة الوطنية اللبنانية.
فتمخّض جبل الحلّ العربي وولد قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" بتوصية من الجامعة العربية. وحتى هذه اللحظة، لم ينجح تطبيق هذه القاعدة في الديمقراطية اللبنانية.
أما شرقاً، فأهل العراق... وما أدراك ما يعانون!! إنهم ضحايا حرب غاشمة، لئيمة، هدفها هدم حضارة ما بين النهرين الإنسانية وتنفيذ إبادة جماعية. وما زالت هذه الحرب مستمرة وكأنها حرب عالمية، هدفها حماية الصهيونية والسيطرة على الحقول النفطية.
أما بوش يا أعزائي، فقد جاءنا حاجّاً ليدنّس أرضنا القدسية وليضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية!
وفي خضمّ هذه البليّة، بدأت دمشق بالاحتفالية... ما هي؟! إنها دمشق عاصمة الثقافة العربية للسنة الثامنة من ثالث ألفية! وبشّرتنا أمينها العام بقدوم المطربة فيروز اللبنانية، الفلسطينية، السورية، لا بل العربية، لتحيي، بعد طول غياب واشتياق لها، حفلات غنائية مسرحية. فاستبشرنا خيراً، لأن فيروز الملائكية، لا بد وأن تقدم لنا أملاً جديداً في هذه الاحتفالية! فتراكضنا نتساءل عن البطاقات... ولا من مجيب... فأمانة الاحتفالية ترفض حتى اللحظة تحديد أسعار البطاقات، وأماكن بيعها، ولم يبقَ على بدء الحدث الهام سوى أيام سباعية؛ وتعطينا أخباراً متضاربة: فمن يوم إلى آخر تُرجئنا وببيان صحفي إلى آخر تَعِدنا... وكل هذا قد يكون "فالصو"، وربما تكون بطاقات الحفلات قد تمّ بيعها لأناس معيَّنين، كما يحدث الآن في أزمة الغاز والمازوت والبنزين!
فيا أيتها الأمانة العامة للاحتفالية، نقول لك بوضوح اللغة العربية:
"بدلاً من أن تهدينا الفرح كما وعدتنا، وهو مستعصٍ علينا في هذه الظروف، فقد زدتِ من أزماتنا العربية، وأزمتنا النفطية المحلية، أزمة بيع بطاقات الحفلات الفيروزية، وقد جعلتها كمسابقة لها شروط قاسية، بعد" التي والتيَّ!!!" وأكثر ما نخشاه هو أن تكون كل فعاليات الاحتفالية على هذا المنوال طيلة السنة الثامنة في هذه الألفية. ولكم مني أحلى تحية!".

دمشق العربية، في 21/1/2008
د. ريم منصور الأطرش

اقرأ أيضاً

أنا... لا أدري!!!
" ظمئ الشرق.... فيا شام " ...... آه !!!
رسالة للسيد(ثاباتيرو) رئيس وزراء إسبانيا
رد السيد( ثاباتيرو)على رسالتي
سلطان باشا الأطرش .... عذراً
إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع
دروس مسفوحة!
من قرطاجة إلى بغداد
متحف للأمم المتحدة
"أتلانتيد"… القارة المفقودة !

ط¸ظ¹ط¸â€¦ط¸ئ’ط¸â€ ط¸ئ’ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·ع¾ط¸â€ڑط·آ§ط¸â€‍ ط·آ¥ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ§ط·ع¾ :