عدد القراءات 2455 2007-10-27 بقلم : د.ريم منصور الأطرش عجبي! لم أعد أحزن كثيراً على ما آلت إليه أمور البيروقراطية في وزاراتنا، والتي تقف في وجه أي اقتراح فعّال يقدمه المواطن لحلّ بعض المشاكل المستعصية على الحل منذ زمن... علماً أن السيد الرئيس، في خطاب القسم، قد حضّ كل مواطن على تقديم الاقتراحات الناجعة لأنه لا يملك، كما قال، عصا سحرية لحلّ كل المشاكل فوراً... قلتُ، لم أعد أحزن بل أصبحتُ أبتسم، لأن في الابتسام راحة... لماذا أكتب هذه الديباجة؟! اليوم، 27/10/2007، بعد الظهر، وأنا أشاهد في محطة الجزيرة الفضائية أخبار "منتصف اليوم"، طلع علينا مراسلها بتقرير من دمشق، وبالتحديد من سوق المهن اليدوية، ليطرح المشكلة المزمنة التي يعاني منها أصحاب الحرف اليدوية، ومنها صناعة الحرير (البروكار الدمشقي)، وهي تضاؤل عدد الحرفيين الذين يعملون في هذه الحرف وخوفهم عليها من الانقراض. ثم طلع علينا مسؤول من اتحاد الجمعيات الحرفية ليقول بأن الاتحاد سيُخَصَص بأرض قريبة من أرض المعارض لتكون قرية سياحية للحِرَف اليدوية، تباع فيها المنتجات الحرفية ويتم فيها تدريب الحرفيين وتوضع على برامج زيارات السائحين لسورية. حين سمعتُ هذا الكلام، تذكرتُ مباشرة اقتراحي، ذا الرقم 16871/ و في ديوان وزارة السياحة الذي قدمتُه إلى السيد وزير السياحة في 21/7/2004 ، وقد تضمن الاقتراح ما يلي: "... في كتابي (الحرير في سورية) اقتراحات عدة تساهم في التخلص من كساد الحرير وتراجع هذه الصناعة الدقيقة، ومن أهمها إنشاء وحدة متكاملة تبدأ بتربية دودة الحرير وتنتهي بحل خيوط الحرير ونسجها على الأنوال التقليدية، إلى أن يتم تسويقها وبيعها. وهذه الوحدة يمكن لوزارة السياحة تأسيسها بالتعاون مع وزارات الثقافة والزراعة والصناعة لتأمين المادة الأولية (بيوض دودة الحرير) ومشتل لغراس التوت وأماكن التربية والحل والصباغة وكل العمليات التي يقوم بها الحرفيون على خيوط الحرير إلى أن نصل إلى النسج على الأنوال. (...). فتصبح الوحدة عبارة عن قرية سياحية يؤمّها السائحون لمشاهدة هذه الحرفة ولشراء ما يلزمهم من منتجاتها بأسعار حقيقية ومعقولة، وذلك على غرار القرية الفرعونية في القاهرة في منطقة الجيزة. وتُدرَج زيارة هذه القرية، (...) في برنامج زيارات المجموعات السياحية التي تؤم القطر العربي السوري. (...)". هذا ما ورد في رسالتي؛ ولكن، لم يأتِ الرد إلا بعد أن سعيتُ وراءه، فأتى بعد سنتين بأن الوزارة لا علاقة لها بموضوع كهذا!!! فوجهتُ كتاباً بالمضمون ذاته إلى وزراء الصناعة والزراعة والثقافة بالأرقام التالية وبالترتيب: 3684/ ل؛ 3991/ وع؛ 14539؛ وكلها بتاريخ 11/6/2006. ولا أذكر أي رد جاءني، اللهم إلا من وزارة الثقافة التي اعتذرت عن هذا الموضوع ولكنها أخذت المبادرة وحولته مشكورة إلى وزارة الصناعة أو الزراعة... لم أعد أذكر بالضبط! ومنذ ذلك الحين لم أسمع أي صدى عن اقتراحي هذا إلا اليوم وبصيغة مطابقة تقريباً ولكن مع بعض الاختلاف. على كل حال، هذا جيد! إنها خطوة إلى الأمام بالرغم من أنها أتت بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على إرسال اقتراحي إلى السيد وزير السياحة! علماً أن وزارة السياحة قد كلّفتني رسمياً بتنظيم معرض لصناعة الحرير في مهرجان طريق الحرير في طرطوس في العام 2004، إضافة إلى اختياري خبيرة دولية ووطنية في طريق الحرير للعمل في البرنامج العالميMedina لإعداد Portal على الأنترنت عن السياحة الثقافية في سورية وفي بعض دول البحر المتوسط. وقد أنهيتُ هذا العمل بنجاح وكذلك فعل خبراء في مجالات آخرى، وهو قد يكون مفيداً لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، لأن فيه معلومات وصور قيّمة عن كل ما يخص مدن سورية ولبنان وفلسطين والأردن...إلخ، من الناحية الآثارية والمدينية المعمارية والحرفية والعادات والتقاليد والمأكولات وعن طريق الحرير؛ وعنوان هذا الموقع على الأنترنت هو: www.medinaportal.net وهكذا، "أبتسم" لإمكانية تحقيق بعض الحلول لبعض المشاكل المستعصية، ولو بعد حين، ودون ذكر مصدر هذه الاقتراحات للحلول! طبعاً، المهم تطبيقها ورؤيتها على أرض الواقع... ولكنني ما زلتُ أبتسم وأقول باللهجة المصرية المحببة: عجبي!!! دمشق في 27/10/2007 د.ريم منصور الأطرش اقرأ أيضاً
|