كتب منصور الأطرش :‏

عدد القراءات 4255
0000-01-00

بقلم : منصور سلطان الأطرش

ملحوظة: هناك موقع باسم والدي أقوم بإعداده.

كتب منصور الأطرش :‏

‏-‏ ‏(...) لم يقصّر حزب البعث في وضع تعريف للقومية العربية منذ مؤتمره الأول ‏التأسيسي، ولقد حرص على الابتعاد عن ملامسة المفاهيم الشوفينية والعرقية، كما أنه ‏حرص على الابتعاد عن تضمين القومية، أو المفهوم القومي، عامل الدين. فلا العرق ‏شرط لازم ولا الدين شرط لازم ليكون البعثي قومياً عربياً.‏
فكأن حزب البعث قد دعا إلى الالتزام بعقد اجتماعي مقوماته الأساسية قائمة على ‏الاختيار الواعي المطلق وتطبيق أيسر الشروط النابعة من رغبته الحرة في تحقيقها. إلاّ ‏أن البعث أعطى اللغة العربية أهمية كبرى لأنها أداة لا غنى عنها في مواكبة النشاط ‏الاجتماعي بين الجماهير التي قام الحزب من أجلها ومن أجل حماية مصالحها. كما أن ‏البعث جعل النية التعاقدية فعل إيمان بالانتساب إلى الأمة العربية؛ فالذين لا يحرصون ‏على انتسابهم للأمة العربية لا فائدة من ادّعائهم بالقومية العربية.‏
فعهد الانتساب إلى القومية العربية يجعل المنتسب قومياً عربياً حياً فاعلاً لا عبءً على ‏الأمة والمجتمع الذي يعيش فيه.‏
دمشق 31/ 1/ 2003‏


‏-‏ ‏(...) قد يطول الكلام عن الحوار وضروراته، ولكننا لا ننسى أن انطلاقته يجب أن تكون ‏عملاً جماعياً ملتزماً بالوصول إلى نتائج شافية للمشكلات المقصود الحوار حولها؛ ولا ‏يغيب عن البال أن القاعدة الأخلاقية في كل عمل جماعي أن يلتزم الأطراف بموضوعية ‏النهج حتى تأتي النتائج محكمة الفائدة ومتفقة مع الغاية المرجوة.‏
دمشق 1/2/2003‏


سوء فهم أم سوء نية؟

‏-‏ ‏(...) واليوم نرى الأمريكان في العراق يغنّون الأغنية نفسها:‏
عرب غرباء يشتركون في مقاومة الاحتلال الأمريكي خلافاً لرغبة العراقيين وعلى ‏الأخص عراقيي الداخل. غباء أم سوء نية؟
وأياً كان الجواب فالأمريكان لهم أعذارهم، ولكن ما بال العرب أنفسهم لا يفهمون أننا ‏أمة واحدة ولا نجاة لأحد منا إلاّ إذا شدّ أزره أخوه؟
النصر من عند الله، وقوم تعاونوا ما غلبوا.‏
دمشق 29 أيار 2003‏



العقيدة القومية العربية والعقيدة الإسلامية هدفان قريبان للعدوان الأمريكي

‏-‏ ‏(...) إن حماية العقيدة القومية وحماية الإسلام من العدوان الأمريكي وجهان لعملة ‏واحدة؛ المصير واحد والعدو واحد والمعركة ضده واحدة.‏
الصهيونية في فلسطين تطالب بحق الصلاة في الأقصى لليهود، مثلما كان الأمر في ‏المقام الإبراهيمي، ولسوف يدّعون يوماً بحقهم في البيت العتيق وربما في يثرب: إننا ‏ندعو المشككين بما نقول أن ينظروا إلى حقيقة ما يجري على أرض العرب وفي ‏سمائهم.‏
القريّا 16/5/2003‏


الوحدة الوطنية حالة دائمة والموقف الوطني جاهزية فورية

‏-‏ ‏(...) نحن ندعو دوماً إلى تعزيز الوحدة الوطنية؛ وهي ليست كما يريدها البعض منا ‏مجرد تعاضد الأديان والمذاهب والطوائف، لأن هذا ليس موضوع الدعوة، إنما ‏موضوعها هو الموقف الصحيح الذي يجمع كل الناس في مواجهة الأزمة الخطيرة ‏‏(...). فالنداء لاستنفار القوى الوطنية هو وضع الجاهزية الوطنية في حالة الحركة؛ ‏فالجاهزية الوطنية يجب أن تسبق كل دعوة لموقف وطني متحد.‏
دمشق 25 حزيران 2003‏


المقاومة أولاً

‏-‏ ‏(...) إن تجربة الشعب العربي مع الاستعمار طويلة وهي تدلّنا على أن مساندة أبناء البلد ‏للغزاة إنما يعود نفعه على العدو وليس على البلد الضحية وشعبها؛ ولا يتساوى من ‏يدّعي الدفاع عن العراق انطلاقاً من الخندق الأمريكي مع مَنْ يدافع عنه انطلاقاً من ‏صف المقاومة (...). الشعب السوري كله سيبقى قلقاًً حتى يرى رايات المقاومة الوطنية ‏العراقية ترفرف على ربوع العراق كله، وعيده الأكبر يوم ينهزم الأمريكان ويرحلون ‏هم وكل مًنْ والاهم.‏
دمشق 3/11/2003‏


المقاومة هزيمة للاستعمار

‏-‏ ‏(...) إن الأمريكان يخوضون حروباًً متفرقة في العالم لأخذ خصومهم منفردين؛ فمرّة ‏يحاربون بأنفسهم وأخرى بإسرائيل، والغاية واحدة: إنشاء إمبراطورية تكون لإسرائيل ‏فيها شراكة واسعة وتكون إسرائيل عصا أمريكا الغليظة في إخضاع المتمرّدين، ‏ونموذجها الديني في خلق كيانات مشابهة أو عرقية انتزعت من صلب أوطانها الأصلية، ‏إمعاناً في تسهيل الطريق أمام انتشار إمبراطوريتها (...).‏
لقد كنا نمنّي النفس برحيلهم عن الجزيرة العربية كلها، فإذا بهم يمدون ظلهم إلى أرض ‏الرافدين، وفي يوم آتٍ قد يصل إلى أبعد من العراق. إن أرض العرب وأرض المسلمين ‏كلها مهددة بعودة الاستعمار المقيم دهوراً. فالحذر الحذر! وما انتصار المقاومة في ‏العراق إلاّ هزيمة لهذه الخطط ولأصحابها ومروّجيها.‏
القريا 17/11/2003‏

كان الذي خفتُ أن يكون

‏-‏ الحرب الأهلية في العراق! سنّة وشيعة يدمرون الأمة والقوميون العرب يتراخون في ‏الدفاع عنها، عن عقيدتها: القومية العربية، فيقبلون بالمساومة على مفهومها بدعوى ‏الانفتاح وتجنّب تهمة الشوفينية، فيتجرأ الأعداء عليها (...).‏
إذا كان التراث الإنساني هو للبشرية كلها، فمن واجبنا أن نعتبر بمقدارٍ بتجارب الأمم ‏الأخرى. إننا نرى أن الغرب الأوروبي لم تهدأ حروبه إلاّ بعد أن قدّم المواطنة على ‏الدين وعلى المذهب. فالمواطنون متساوون أمام القانون ولا دين لهم في نظر الدولة. ‏الكل يؤدي الضرائب لمؤسسة تحميه من كل غبن ومن كل عدوان دون أن تسأله عن ‏دينه أو مذهبه. أين نحن من هذا؟ ‏
دمشق 4/3/2004‏


الاحتماء بالأمم المتحدة لاستمرار الاحتلال

‏-‏ ‏(...) لقد تعودنا خيبة الأمل؛ ولنصحُ على الحقيقة المرّة أن أمريكا لا تحسب أي حساب ‏للعرب ولا للبشرية: إنْ لانت راوغت وإن اشتدت وتصلّبت فلحملة جديدة ظالمة على ‏الحق والعدل وأخلاقيات البشرية.‏
سيطول الاحتلال وسوف تستمر المقاومة حتى رحيل أمريكا.‏
دمشق 22/3/2004‏


لا تفاؤل... ولا تطبيع

‏-‏ ‏(...) أما نحن أبناء الشعب فمدعوون لإدراك مخاطر هذا التطبيع الذي ستكرّس إسرائيل ‏كل إغراءاتها لتغرقنا فيه (...).‏
‏(...) إذا كان قبول السلم شجاعة (...) فإن التحصّن في مقاومة التطبيع هي بطولة تكمن ‏فيها بذور النهوض من النكبة.‏
إن مقاومة التطبيع كحركة لا تحتاج إلى إذنٍ من أي مرجع رسمي أو شعبي، بل هي ‏حركة نابعة من وجدان الجماعة وهي بالنسبة لكل فرد منا مجاهدة للنفس لتبقى سويّة ‏وغير منحرفة.‏
‏(...) هناك من يعتقد أن التآخي بين العرب والإسرائيليين ستفرضه المجاورة بالأرض، ‏ونحن نعتقد أن المجاورة بالأرض ستذكّرنا دوماً وأبداً بأرضنا المغتصبة؛ وأن إسرائيل ‏التي نسجت أسطورة العودة إلى أرض الميعاد وحققت فيما بعد هذه الأسطورة تعطينا ‏المثل الوحيد الجدير بالاقتباس ألا وهو نسج أسطورة جديدة تبدأ مع نهاية القرن ‏العشرين: هي تحرير الأرض المقدسة وتحرير القدس أغلى مدينة على نفوسنا، جيلاً بعد ‏جيل وإلى الأبد.‏
دمشق 20/7/1999‏

‏-‏ ‏(...) عندما تعيد السلطات العربية النظر في مفهوم الصراع العربي – الإسرائيلي ستجد ‏صيغة ملائمة لتكريس وحماية كل جهد يعطّل الهيمنة الصهيونية على أرض فلسطين ‏وعلى أي بقعة عربية معرّضة لمثل هذا الخطر. وليس هذا خارج القدرة العربية إذا صحّ ‏العزم وخلصت النوايا.‏
دمشق 20/11/1999‏

‏-‏ ‏ (...) كانت القضية الفلسطينية طيلة خمسين سنة هي القضية التي تتمحور حولها كل ‏الجهود السياسية والفكرية والقتالية.‏
كل موقف سياسي لا يرتبط بالقضية المركزية هو متهم بالسطحية والبعد عن أذهان ‏الجماهير. وكل عقيدة قتالية لا تكون تطبيقاتها العملانية على الأرض الفلسطينية هي ‏عقيدة لا فائدة منها، هي تركيب ذهني معلّق في الهواء. وكل سعي وحدوي لا يمر ‏بالأرض المقدسة هو كلام استهلاكي أو وعود بلا ضمانات. (...) نحن جيل ‏الديناصورات القومية نريد أن نكتب وصيتنا السياسية بلا خجل ولا تردد حتى لو أثارت ‏صيحات الغضب أو ابتسامات السخرية؛ فشعارنا للمستقبل "تحرير التراب الفلسطيني ‏وعروبة القدس وعودة أهلها إليها". هذي هي هويتنا ولسوف نحرص عليها ولسوف ‏نبرزها يوم النشور والحساب.‏
القريا كانون الأول 1999‏




‏-‏ ‏(...) ونستطيع أن نهتدي بتجارب الآخرين الناجحة دون النقل العشوائي. علينا باالاقتباس ‏العاقل الذي تظهر آثاره القريبة في حياة المجتمع اليومية. إن المسألة السياسية والحجر ‏عليها هي آفة المجتمع العربي؛ فإذا أفرغنا كل ما في صدورنا من أفكار عاقلة وأخرى ‏مجنونة خير لنا من الكبت الذي يولّد الانفجار، فالخطأ يصحَح بهدوء غير أن الانفجار ‏يجتث ما ينفع وما لا ينفع. (...) ويبقى الشعب (...) وتبقى مهمته الدائمة أن يبني وطنه ‏ويعزز الحرية فيه.‏
دمشق أيار 2004‏


اقرأ أيضاً

الإصلاح في سوريا ومقالات أخرى - إعداد د. ريم منصور الأطرش ( بيروت - دار الفرات 2014)
في سبيل العراق: مقالات، رسائل، خطابات، بيانات وحوارات - إعداد د. ريم منصور الأطرش (بيروت - دار الفرات 2010)
الجيل المُدان: سيرة ذاتية ( إعداد د. ريم منصور الأطرش): دار الريس - 2008