عدد القراءات 4352 2004-01-20 بقلم : د.ريم منصور الأطرش السيد الدكتور الأمين العام لمجلس الوزراء، تحية طيبة وبعد، في الندوة التلفزيونية التي ظهرتم فيها لمدة ساعة كاملة مع بعض معاوني وزراء الحكومة،يوم 16/1/2004 تحدثتم جميعاً عن (ميزات) عطلة اليومين و عن أنّ التجربة ستثبت بأنّ إيجابياتها أكثر من سلبياتها. و رأيت من خلال هذه الندوة أنكم صعّبتم الأمور على الناس و خاصة فقراء هذا الوطن و ما أكثرهم،وهم لا يمتّون بصلة إلى طبقة المدراء و الوزراء و رؤساء المؤسسات الذين لديهم (خزمدجية)., أنا هنا أودّ أن ألفت نظركم إلى الأمور التالية: 1- بالنسبة للمرأة العاملة و التي لديها أطفال في الحضانة،فإنّ هذه الحضانات في معظمها عبارة عن مكان لتكديس الأطفال و ليست مؤهّلة لاستيعاب هؤلاء الأطفال لفترة 8 ساعات أو أكثر. 2- بالنسبة للمرأة العاملة و التي لديها أطفال في المرحلة الابتدائية(التعليم الأساسي-الحلقة الأولى) سيبقى أطفالها دون مُعين لمدة 3 ساعات، لا يستطيعون خلالها الاهتمام بنظافتهم الشخصية و بطعامهم و بدروسهم. و هكذا، فهم سيعودون إلى البيت، هذا إذا عرفوا كيف يدخلونه وحدهم،بانتظار أمهاتهم اللواتي سيصلن في حوالي الساعة الرابعة و النصف من بعد الظهر للاهتمام بتسخين الأكل ثم بالزوج و الأطفال ثم بالتدريس...إذاً هي ستبدأ بتدريس أولادها على الأقل في الساعة السادسة و النصف مساء. و إذا علمتم بأنّ طلاب الصف الخامس الابتدائي يحتاجون لإنجاز وظائفهم يومياً إلى حوالي 4 أو 5 ساعات،فإنّ التدريس سيستمرّ حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً. و إذا كانوا سيبدؤون عملهم في الساعة السابعة و النصف صباحاً،و عليهم الاستيقاظ قبل ساعة على الأقل-هذا إذا كان البيت قريباً من مكان العمل أو المدرسة- فإنّ ساعات النوم لن تكون كافية لا للتلاميذ و لا لأهلهم؛و هكذا ستمضي الحصّة الأولى في المدرسة نوماً و سيُمضي الموظفون الساعة الأولى نوماً أيضاً. 3- و إذا كانت البلاد المتقدمة قد طبّقت هذه العطلة،فلأنها مجهّزة ببنية تحتية جيدة:مترو- وسائل مواصلات أخرى منتظمة- مسرب خاص لباصات النقل العام في الشوارع- حضانات حقيقية للأطفال- مدارس فيها مطاعم نظيفة تقدم وجبات طعام، ثم صفوف ينجز فيها الأولاد وظائفهم اليومية بإشراف الأساتذة، و بعد ذلك يخرج الأولاد من المدارس في الوقت نفسه الذي يخرج فيه أهلهم و بالتالي ما من مشكلة مشابهة لمشاكل ( فقرائنا ) في هذا الوطن. 4- لقد قلتم بأنكم لم تزيدوا عدد ساعات العمل... ألا تعلمون بأنّ الموظفين إذا داوموا في بلادنا فهم يُداومون 6 ساعات يومياً أي 36 ساعة أسبوعية؟!و هذا هو واقع موظفينا بشكل عام... و هناك موظفون لا يداومون أكثر من 3 ساعات يومياً... و بهذا تكونون قد زدتم ثلاث ساعات أسبوعياً على دوام الموظف، و هو في الحالة الطبيعية يهدر الساعات لقلّة الراتب الذي لا يسدّ رمقه و أسرته؛ و بالتالي فهو يضطرّ للعمل بعد الظهر ومساءً في القطاع الخاص... و تأخيره في الخروج من دوامه سيعطّل عليه عمله الثاني الذي كان يحاول من خلاله سدّ رمق أسرته. كان من الأجدى أن تُبقوا الدوام في الثامنة صباحاً و أن تُنهوه في الساعة الثالثة من بعد الظهر كي تكون ساعات دوام الموظف 35 ساعة- و سامحونا بهذه الساعة- حتى يستطيع الموظف الشريف أن يكسب لقمته بشرف. و أن تزيدوا حصة درسية واحدة كي يخرج التلاميذ الساعة الواحدة ظهراً، و يبقى الحال على ما هو عليه. أم أنّ هدف الحكومة ينطبق عليه القول:(وراء الأكمة ما وراءها)؟! هل تسعى الحكومة لخلق فرص عمل جديدة عن طريق (تطفيش) الناس من وظائفهم ليحلّ محلّهم الشباب الذي يطلب العمل؟! إن كان الأمر كذلك، أقول لكم يا سيادة الأمين العام(إيه و الله حرام)!!! و إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع اقرأ أيضاً
|