عدد القراءات 1470 2015-06-05 بقلم : د. ريم منصور الأطرش رحل "الفادي" أسميتُه "الفادي" لأنه افتدى بشجاعة نادرة عائلته كلّها، فسلّم نفسه إلى الغازي اليانكي... أخجلُ من روحه، لأننا جميعنا، لم نستطع نجدته من براثن هذا اليانكي الهمجي وممَنْ وقف معه في همجيّته! هو العم الحبيب طارق عزيز، رحمه الله. اليوم ظهراً، لفظ أنفاسه الأخيرة، الطاهرة، الصادقة، بعدما عانى من الحقد والانتقام، أكثر بكثير مما عاناه من السجن والمرض. إنه شخصية شريفة، صلبة، ذكية، مثقّفة، لطيفة، حنونة... إنه طارق عزيز... صديق أبي وعائلتي وروحي... بيننا صلة قربى، لا بالدم، ولكنْ بالروح والحياة والمسيرة العروبية والإيمان بقضية فلسطين وبتحرّر الوطن العربي. بيننا صلة قربى، لا بالدم، ولكنْ في حب دمشق وبغداد والقدس والقاهرة والجزائر، بكلّ ما تحمله هذه المدن من معانٍ للنضال والصمود من أجل التحرير. بيننا صلة قربى، لا بالدم، ولكنْ بالسعي إلى تحقيق مفهوم "الدين لله والوطن للجميع" في وطننا العربي. بيننا صلة قربى، لا بالدم، ولكنْ بالإيمان بأن الحق لا بدّ منتصر. بيننا صلة قربى، لا بالدم، ولكنْ كون خالي إميل الشويري، رحمه الله، البعثيّ الصادق، شاهداً على إكليل طارق وفيوليت في الكنيسة: فمَنْ جمعهما الله لا يفرّقهما إنسان. حينها فقط، عرفتْ أمي، رحمها الله، أن طارق مسيحي. بيننا صلة قربى، بالدم القومي العربي الذي ضحّى وما زال في سبيل الوطن العربي... بيننا صلة قربى، بالأمل "بجيل عربي جديد" يتصدّى بشجاعة لكلّ التحديات الوجودية في وطننا العربي. رحمك الله، يا عمّي الحبيب، طارق عزيز، يا مَنْ أحببتَ العراق مثلما أحببتَ سوريا وفلسطين والأردن، وكلّ عربي مؤمن بالقضية العربية، ويا مَنْ تصدّيتَ بنُبل رفيع وشجاعة نادرة للأمريكي اليانكي الهمجي المقيت. أتمنى أن تتحقق أمنيتك الأخيرة، يا أيها الحبيب، في أن ترقد أخيراً بسلام في عمّان الحبيبة: ما الضير في ذلك؟! فعروبتك وشاميّتك تشفعان لك! وسلام عليك يوم ولِدتَ ويوم رحلتَ ويوم تُبعَثُ حيّا. د. ريم منصور الأطرش دمشق الشام، 5/6/2015 اقرأ أيضاً
|