عيد الجلاء على الأبواب...

عدد القراءات 1507
2015-04-01

بقلم : د. ريم منصور سلطان الأطرش

عيد الجلاء على الأبواب...
بقلم د. ريم منصور سلطان الأطرش
 
اقترب يوم 17 نيسان...
يومئذٍ يكون قد مضى على استقلال سورية من نير الانتداب الفرنسي، ذلك الاستعمار الغاشم، 69 سنة تماماً.
في هذا اليوم نستذكر المقاومين العظماء في سوريا الذين قدموا مبادرتهم التاريخية في مقاومة الاستعمار بقرار حرّ وحكيم.
في هذا اليوم الأغرّ، يوم الاستقلال الوطني، نحتفل، كما درجت عليه أمم الأرض قاطبةً، بهذا العيد الوطني... فالأمم المتحضِّرة التي تحترم تاريخها تستعيد، بابتهاج، في ذكرى يومها الوطني في عيد الاستقلال أحداثاً هامة، بكلّ ما فيها من مباهج ومآسٍ، مسترجعةً صورة أمتها الحيّة وذاكرتها التي حققت النصر على الاستعمار، فنالت استقلالها بدماء أبنائها وتضحياتهم، وبتضحيات قادتها، الذين استشرفوا قبل غيرهم ما يجب أن يكون عليه مستقبل أمتهم، فقادوا حركات التحرّر، فباتوا مكرَّمين محترمين ورموزاً وطنية تُحتَذى.
يحزّ في قلبي اليوم أن أشاهد في وسائل الإعلام أناساً من أبناء سوريا يحطّمون تمثال الثائر إبراهيم هنانو، رحمه الله، الذي قاد الثوار في شمال سوريا ضد الاستعمار الفرنسي، وقام بكل ما أوتي من وسائل مادية ومعنوية بتسليح الثوار السوريين ليكبّد الفرنسيين خسائر كبيرة، وليقول لهم بأننا لن نستسلم لظلم الاستعمار وجبروته.
وحين أُسقِط في يده بعد عامين من الكفاح، لجأ إلى الجنوب في العام 1921، إلى جبل العرب، إلى سلطان باشا الأطرش طالباً إيصاله إلى الأردن؛ فعرض عليه سلطان البقاء في الجنوب وإكمال مسيرة النضال، لكنه فضّل الذهاب إلى الأردن، فأرسل سلطان معه خيرة فرسان الجبل لإيصاله بالسلامة إلى هناك... وهذا ما كان...
اتفق الثائران على متابعة النضال ضد الفرنسي المستعمر دون كلل، وكانا، كلاهما، مؤمناً بالشعار العظيم الذي رفعه سلطان باشا الأطرش، القائد العام للثورة السورية الكبرى، شعاراً لا مَحيد عنه لها، وهو الدين لله والوطن للجميع.
إنّ ما فعله الجهلة والمتخلّفون لن يضير قامةً كبيرة كالثائر إبراهيم هنانو، لكنّ مَنْ يتنكّر لتاريخ أمته المشرق، لهو في ظلام وضلال مبين!
في العام 1954، أكّد سلطان باشا الأطرش، في حديثه أمام طلبة الجامعة السورية، على أن جيل الثورة السورية الكبرى قد حقق الاستقلال، وسلّم الراية للجيل المكلَّف بحراسته وإنمائه، وهي مهمة لا تقلّ شأناً عن مهمة التحرير ونيل الاستقلال.
السوريون الذين أساؤوا إلى سوريا كلها منذ أربع سنوات وإلى الآن ليسوا من هذا الجيل الحامي للاستقلال، بل ينتمون إلى أناس ينكرون التاريخ والمُثُل... وبئسَ ما اقترفت أيديهم!
يا رجالات التحرير والاستقلال، لا تخشوا شيئاً، فسوريا ما زال فيها مَنْ يحترم تاريخها الذي بُنِيَ على تضحياتكم، وهم الغالبية... وستبقى مُثُلكم حيّة بين ظهرانينا مهما افترى المفترون!
تحيا سوريا بشعبها الواعي والمؤمِن بشعار الثورة السورية الكبرى "الدين لله والوطن للجميع".
 
 

اقرأ أيضاً

أنا... لا أدري!!!
" ظمئ الشرق.... فيا شام " ...... آه !!!
رسالة للسيد(ثاباتيرو) رئيس وزراء إسبانيا
رد السيد( ثاباتيرو)على رسالتي
سلطان باشا الأطرش .... عذراً
إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع
دروس مسفوحة!
من قرطاجة إلى بغداد
متحف للأمم المتحدة
"أتلانتيد"… القارة المفقودة !

ط¸ظ¹ط¸â€¦ط¸ئ’ط¸â€ ط¸ئ’ ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·ع¾ط¸â€ڑط·آ§ط¸â€‍ ط·آ¥ط¸â€‍ط¸â€° ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ§ط·ع¾ :