![]() عدد القراءات 24 2024-10-01 بقلم : د. ريم منصور الأطرش وكان الذي خفتُ أن يكون!
بقلم د. ريم منصور الأطرش
في منتصف الشهر الثاني من العام 2004، وقبل رحيله بعامين ونصف، كتب والدي، منصور سلطان الأطرش، مقالة بعنوان:
"الشيخ حسن نصر الله زعيماً للمقاومة العربية: لِمَ لا؟"، فقال:
"أليسَ من حق السید حسن نصر الله أن یكون زعیماً على العالم العربي إذا كانت صورة العـرب كمـا أسلفنا؟ ألیس من واجبنا أن نكون دعاة مخلصین لحركته الھادفة إلى تعمیم ثقافة المقاومة وأعمال المقاومـة أینما وجد الاستعمار وطلائعه المحتلة؟ (...). إن تعزیز المقاومة على أرض لبنان ضروري لبنـاء المقاومـة داخـل الأرض المحتلـة فـي فلسـطین والأرض المحتلة في العراق. وعلینا نحن أن نعمّم ھذه المفاھیم لأنھا التعبیر الوحید عن جدّیة العمل لطـرد المحتلین وتحریر الأرض والناس".
نُشِرَت هذه المقالة في كتابه "في سبيل العراق".
أما أنا، فلم أستطع لملمة شظايا روحي بعد سماع نبأ كان وقعُه صاعقاً عليها!
رحل شهيد بلاد الشام والإنسانية كلّها على طريق القدس الحرّة والعربية!
غرس فينا أملاً، كنّا ولا نزال مؤمنين به حتى النخاع... ثم... رحل!
كنتُ أمنّي النفس أن نزور القدس سويّاً... لكنه رحل... وسيكمل المقاومون الأشاوس الدرب إلى التحرير... هذا أكيد.
له حضور آسِر وكاريزما وثبات وصلابة قلّ نظيرها.
له صوت مؤثّر يوحي بالثقة، للعدو قبل الصديق: فالأعداء يصدّقونه ولا يصدّقون كلام سياسييهم!
إنه الشهيد السيد حسن نصر الله... رحمه الله وأكرمَ مثواه.
يستعصي عليّ قلمي، فلا أراني قادرة على كتابة رثاء فيه، ففي مثله تعجز الألسن والأقلام عن وصفه ورثائه، فهو شهيد بلاد الشام والعرب والإنسانية، وهو حيّ يُرزَق في وجدان مَن أحبّه وصدّقه واحترمه، وهو "أهلٌ لذاكَ".
هنيئاً له... فقد طلب الشهادة، ونالها، على طريق القدس.
هنيئاً لكلّ الشهداء الذين ارتقوا معه ومن قبله وسيرتقون من بعده، فحياتنا هي درب الشهادة على هذه الطريق.
ويكفيه عزّة أنّ حُبّ الناس له كان كبيراً في حياته، وأضحى في شهادته أكبر وأعظم!
وكان الذي خفتُ أن يكون!
لكننا، لن نقبل ثأراً له، نحن الذين نؤمن بالمقاومة، إلا بتحرير بلاد الشام كلها من اليانكيز ومن العدو الغاصب، كي يخرجوا من أرضنا الطاهرة إلى الأبد... إنه تحدّي المقاومة!
تحيّة لك في عليائك، يا سيد المقاومة...
"الله يكون معك"...
اقرأ أيضاً
|